الأربعاء، 13 مارس 2013

العنصر الثابث .. هو " أنا " الحقيقي .. هو الروح



يموت فيّ شخص ويولد شخص جديد ، والميتُ أنا والمولود أنا . خلايا جسدي تتجدد كلها كل بضع سنوات حتى لا يبقى منها شيء مما كان . عواطف نفسي تتبدّل فأحب اليوم ما كنت أكره بالأمس وأكره ما كنت أحب . أحكام عقلي تتغيّر ، فأصوّب ما كنت أراه خطأ وأخطّئ ما كنت أجده صواباً .


فإذا كانت خلايا الجسد تتجدد ، وعواطف النفس تتغيّر ، وحكم العقل يتبدّل ، فما هو العنصر الثابت الذي لا يتبدل ولا يتغيّر ؟ . أقول " قال لي عقلي " و " قلتُ لنفسي " ، فمن أنا – إذن – إذا كانَ عقلي غيري فأقول له وكانت نفسي غيري فتقول لي ؟


العنصر الثابث الباقي هو الذي لا ينقص إن قُطعَ عضو من اعضائي ولا يموت إن متّ ، بل يبقى حيّا يًحاسب فيكافأ أو يعاقَب . هذا العنصر هو " أنا " الحقيقي ، وهو شيء من غير عالمنا الأرضي فلا تنطبق عليه قوانين علومنا الأرضية ، هو الروح . 


هذا تفسير قولي إن من تعوّد أن يكتب كل يوم في هذا الدفتر وجدَ فيه يوماَ نفسهُ التي فقدها .
-----------


المصدر : ذكريات علي الطنطاوي ( الجزء الأول ) .

الجمعة، 1 مارس 2013

قصيدة الفرزدق في سيدنا علي بن الحسين رضي الله عنهما



هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ

وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ

هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ 

هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ

هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ

بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا

وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه

العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ

الخميس، 28 فبراير 2013

القصيدة العمرية (إسلام عمر )



(إسلام عمر )


رأيت في الدين آراء موفقـة **** فأنـزل الله قرآنـا يزكيـها

و كنت أول من قرت بصحبته **** عين الحنيفة و اجتازت أمانيها

قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها **** بنعمة الله حصنا من أعاديها 

خرجت تبغي أذاها في محمدها **** و للحنيـفة جبـار يواليـها 

فلم تكد تسمع الايات بالغة **** حتى انكفأت تناوي من يناويـها 

سمعت سورة طه من مرتلها **** فزلزلت نية قد كنت تنويـها 

و قلت فيها مقالا لا يطاوله **** قول المحب الذي قد بات يطريها

و يوم أسلمت عز الحق و ارتفعت **** عن كاهل الدين أثقالا يعانيها 

و صاح فيها بلال صيحة خشعت **** لها القلوب ولبت أمر باريها 

فأنت في زمن المختار منجدها **** و أنت في زمن الصديق منجيها 

كم استراك رسـول الله مغتبطا **** بحكمـة لـك عند الرأي يلفيـها

السبت، 23 فبراير 2013

القصيدة العمرية من روائع الشعر العربي حافظ إبراهيم





سيدناعمر بن الخطاب رضي الله عنه أرضاه

حسب القوافي و حسبي حين ألقيها **** أني إلى ساحة الفاروق أهديها
لاهم هب لي بيانا أستعين به **** على قضاء حقوق نام قاضـيها
قد نازعتني نفسي أن أوفيها **** و ليس في طوق مثلي أن يوفيها
فمر سري المعاني أن يواتيني **** فيها فإني ضعيف الحال واهيها

من القصيدة العمرية للشاعر 

حافظ إبراهيم

الجمعة، 22 فبراير 2013

و ما طلب المعيشة بالتمني..

        



و ما طلب المعيشة بالتمني.. 

وَلَكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ مع الدِّلاَءِ 

تجئك بملئها يوماً ويوماً..

تجئك بحمأة وقليل ماءِ 

وَلا تَقعُد عَلى كُلِّ التَمَنّي..

تَحيلُ عَلى المَقدَّرِ وَالقَضاءِ 

فَإِنَّ مَقادِرَ الرَحمَنِ تَجري..

بَأَرزاقِ الرِجالِ مِنَ السَماءِ 

مَقدَّرَةً بِقَبضٍ أَو بِبَسطٍ..

وَعَجزُ المَرءِ أَسبابُ البَلاءِ 

علي بن أبي طالب رضيَ الله عنه

الاثنين، 18 فبراير 2013

يا ليل ظلامك يحبسني


يا ليل ظلامك يحبسني                   
                   وجلال سكونك يخرسني
وتهز القلب هواجسه                   
                   فتحمسه ويحمسني

فأعاف النوم وأهجره                   
                   ما بين الغفوة والوسن
وأشد القلب بخالقه                   
                   وجلال الهيبة يؤنسني
وإذا ما نمت على تعب                   
                   فرسول الله يحسسني
ويمد الكف أصافحه                   
                   وأقلبه إذ يلمسني
فأحس الرحمة تغمرني                   
                   والذكر الدافيء يهمسني
وحنان السجدة يرفعني                   
                   يوم الميزان ويلبسني
ثوب الايمان فلا أخشى                   
                   بخسا ربي لا يبخسني
يا ليل قيامك مدرسة                   
                   فيها القرآن يدرسني
معنى الاخلاص فألزمه                   
                   دربا بالجنة يجلمني
ويبصرني كيف الدنيا                   
                   بالأمل الكاذب تغمسني
مثل الحرباء تلونها                   
                   بالاثم تحاول تطمسني
فأباعدها وأعاندها                   
                   وأراقبها تتهجسني
فأشد القلب بخالقه                   
                   والذكر الدائم يحرسني

( وليد الأعظمي )

بتصريف من قصيدة يا ليل ظلامك يحبسني

الأحد، 17 فبراير 2013

من روائع البارودي في مدح النبي صلى الله عليه وسلم



أَبَـنــيِ الكـنـانـةَ أبـشِــروا بِـمـحـمَّـدٍ ** وثِـقـوا بــراعٍ فِــي الـمـكـارم أَوحـــدِ



فَـهُـو الزَّعـيـمُ لَـكـمْ بِـكــلِّ فَضـيـلـةٍ** تَـبـقَـى مـآثِـرُهـا ، وعـيــشٍ أَرغــــدِ


مَــلِــكٌ نَـمــتــهُ أرومـــــةٌ عـلــويَّــة**ملـكَـت بـسـؤدُدِهـا عـنــانَ الـفـرقـدِ


يقـظُ البصيـرةِ لـو سـرَت فِـي عينـهِ**سِـنَـة الـرِّقـادِ ، فقلـبـهُ لَـــمْ يـرقــدِ



بدهـاتـهُ قـيــدُ الـصــوابِ ، وعَـزمــهُ**شـرُكُ الفـوارسِ فِـي العجـاجُ الأربـدِ


فَـإذا تنمَّـرَ فَهُـو (زيـدٌ) فِـي الـوَغَـى**وإذا تكلَّـم فَهُـو (قيـسٌ) فِـي النـدي


متقـسَّـمٌ مــا بـيـنَ حنـكـةِ أشـيــبٍ**صـدَقـت محيـلَـتـهُ ، وحـلـيـةِ أمـــردِ


لا يستريـحُ إلــى الـفـراغِ ، ولا يَــرَى** عَـيـشـاً يـلــذُّ بِـــهِ إذا لَــــمْ يَـجـهَــدِ


فَـنَـهـارهُ غَـيــثُ الـلَّـهـيـفِ ، ولـيـلــه** فِــي طـاعَـةِ الرَّحـمـنِ لَـيـلُ الـعـبَّـدِ


لَـهــجٌ بِـحــبِّ الصَّـالِـحـاتِ ، فكـلـمـا** بَـلـغَ النهـايـةَ مـــن صـنـيـعٍ يـبـتـدي


خُـلُـقٌ تَمـيَّـزَ عــن سِـــواهُ بفـضـلـهِ** والفضـلُ فِـي الأخـلاقِ إرثُ المُحـتـدِ


إقـلـيـدٌ معـضـلـةٍ ، ومـعـقِـلُ عــائــذٍ** وسـمــاءُ منـتـجـعٍ ، وقـبـلـةُ مـهـتـدِ


حسُنَـت بـهِ الأيــامُ حـتَّـى أسـفـرَتْ** عَـن وجـهِ معشـوقِ الشَّمائـلِ أغيَـدِ


وصفـت مـواردُ مصـرَ حتـى أصبحَـتْ** بــعــدَ الــكــدورةِ شــرعــةً لــلــورَّدِ


فـالـعــدلُ يـرعـاهــا بــرأفــةِ والــــدٍ** والـبــأسُ يَحمِـيـهَـا بـصـولـةِ أصـيَــدِ


بلـغـت بفـضـلِ (مُحـمَّـدٍ) مــا أمـلـت** مــن عـيـشـةٍ رغـــدٍ وجـــدٍّ أسـعــدِ


هــو ذلــكَ المـلـكُ الـــذي أوصـافــهُ** فِـي الشـعـر حلـيـةُ راجــزٍ ومقـصِّـدِ

فَبِـنـورهِ فِــي كـــلِّ جـنــحٍ نَـهـتَـدي**وبِهَـديـهِ فِــي كــلِّ خـطـبٍ نقـتـدي


سنَّ المشـورةَ ، وهـي أكـرمُ خطَّـةٍ** يَـجــري عَلَـيـهـا كــــلَّ راعٍ مــرشــدِ


هي عصمةُ الدِّيـن الَّتِـي أَوحَـى بِهـا** رَبُّ الـعِـبـادِ إلـــى الـنَّـبِـي مُـحـمَّــدِ


فَـمـن استَـعـانَ بِـهــا تـأيَّــدَ مُـلـكـهُ** ومـن استَـهـانَ بِأمـرهـا لَــمْ يَـرشُـدِ


أمـــرانِ مـــا اجتـمـعـا لـقـائـدِ أمـــةٍ** إلاَّ جَـنَــى بِـهـمـا ثِــمــارَ الــســؤددِ


جَـمـعٌ يـكـونُ الأمـــر فِـيـمَـا بَيـنَـهـم** شـــورى ، وجـنــدٌ لـلـعـدو بِـمـرصـدِ


هَيـهَـاتَ يَحـيـا المُـلـكَ دونَ مـشـورةٍ ** ويـعـزُّ ركــنَ المَـجـدِ مــا لَــمْ يـعـمـدِ


فَالسَّـيـفُ لا يَمـضـي بـــدونِ رويَّـــةٍ ** والـــرَّأي لا يَـمـضـي بـغـيـرِ iiمـهـنَّــدِ


فاعكفْ على الشورى تَجد فِي طيِّها ** مــن بيـنـات الحـكـمِ مــا لَــمْ يـوجـدِ


لا غــرو إن أبـصـرتَ فِــي صفحاتـهـا ** صـورَ الحـوادثِ ، فـهـي مــرآةُ الـغـدِ



فالعقـل كالمنـظـارِ يبـصـرُ مــا نــأى ** عـنــه قـريـبـاً ، دونَ لـمــسٍ بـالـيــدِ


وكفـاكَ علمُـكِ بالأمـورِ، وليـسَ مــن ** سـلـكَ السَّبـيـل كحـائـرٍ لَـــمْ يَـهـتَـدِ


فــلأنــتَ أولَ مــــن أفــــادَ بـعـدلــهِ ** حــريــةَ الأخـــــلاقِ بــعـــدَ تـعــبُّــدِ


أطـلـقـتَ كــــلَّ مـقـيَّــدٍ ، وحـلَّـلــتَ ** كُــلَّ معـقَّـدٍ ، وجَمـعـتَ كــلَّ مـبــدَّدِ


وتَمـتَّـعـتْ بـالـعــدلِ مــنــكَ رعــيَّــةٌ ** كـانـت فـريـسـةَ كـــلِّ بـــاغٍ مـعـتـدِ


فاسـلـم لِخَـيـر ولايـــةٍ عـــزَّت بِـهَــا ** نـفـسُ النصـيـحِ ، وذلَّ كـــلُّ مـفـنَّـدِ


ضرحت قذاةَ الغيِّ عن جفـنِ الهـدى ** وسـرت قنـاعَ اليـأسِ عـن أمــلٍ نــدِ


ضـمـت إلـيــكَ زمـــامَ كـــلِّ مـثـلِّـثٍ ** وثـنــت إلـيــكَ عـنــانَ كـــلِّ مـوحِّــدِ


وتـألَـفــتْ بَــعــدَ الــعــداوةِ أنــفــسٌ ** سكنـت بعدلـكَ فِــي نعـيـمٍ سـرمـدِ


فـحـبـاكَ ربُّـــكَ بالـجـمـيـلِ كــرامــةً ** لـجـزيـلِ مـــا أولـيــتَ أمَّـــةَ أَحـمــدِ


وتَـهــنَّ بـالـمـلـكِ الَّــــذي ألـبـسـتـهُ ** شـرفــاً بِـمـثـلِ ردائـــهِ لَـــمْ يَــرتــدِ


بزغـت بِـهِ شَمـسُ الهدايـةِ بعـدَ مــا ** أفـلَـت ، وأبـصـرَ كــلُّ طـــرفٍ أرمـــدِ


لَـمْ يَبـقَ مــن ذي خـلـةٍ إلاَّ اغـتـدى ** بِجَـمـيـلِ صـنـعِـكَ مـصــدراً لـلـوفَّــدِ


بَـلَـغَـتْ بِـــكَ الآمـــالَ أبـعــدَ غــايــةٍ ** قصرَت على الإغضـاءِ طـرفَ الحسَّـدِ


فَاسعَد وَدمْ واغنم وجُدْ وانعـمْ وسُـد ** وابــدأ وعُـــد وتَـهــنَّ واسـلــم وازدَدِ


لا زالَ عـدلـكَ فِـــي الأنـــامِ مُـخَـلـداً ** فالـعـدلُ فِــي الأيــامِ خـيــرُ مُـخَـلَّـدِ

للشاعر محمود سامي البارودي